Arab Wall

البابا يترأس الاحتفال بالقداس في بازيليك القديس بطرس لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ

papa celebra giornata rifugiatoفي تمام الساعة العاشرة من صباح الأحد ترأس البابا فرنسيس القداس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ. تخللت الاحتفالَ الديني عظة للبابا الذي أوضح أنه شاء أن يحتفل بالقداس بحضور عدد من المهاجرين واللاجئين وطالبي


اللجوء ومن بينهم أشخاص وصلوا إلى إيطاليا منذ فترة قصيرة، وآخرون يقيمون فيها منذ سنوات طويلة ويعملون فضلا عن مهاجرين من الجيل الثاني. بعدها أكد البابا أن الله يدعونا باسمنا ويطلب منا أن ندرك أن لكل واحد منا مكانته ودوره في تاريخ العالم. هذا ثم تطرق فرنسيس إلى رسالته لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ وكتب فيها أن "كل غريب يقرع بابنا هو مناسبة لقاء بيسوع المسيح الذي يتماهى مع الغريب الذي نأويه أو لا نأويه في كل زمن".

وأكد البابا في هذا السياق أن الرب يدعو كل واحد منا إلى العمل على تخطي الخوف والذهاب للقاء مع الشخص الآخر، وتوفير الضيافة له والتعرف عليه. وهي مناسبة للاقتراب من الغرباء لنرى كيف يعيشون وأين يقيمون. وشدد البابا أيضا على ضرورة أن يُدرك المهاجرون واللاجئون أهمية احترام القوانين المرعية الإجراء في البلدان المضيفة، فضلا عن ثقافة هذه المجتمعات وتقاليدها. ولفت أيضا إلى أن اللقاء الحقيقي مع الآخر لا يتوقف عن الضيافة، لأنه ينبغي أن يلتزم الجميع في الكلمات الثلاث التي تم تسليط الضوء عليها في الرسالة ألا وهي: الحماية، التعزيز والاندماج. كما أنه يمكننا التعرف على الرب من خلال اللقاء الحقيقي مع الشخص الآخر.

تابع البابا عظته مشيرا إلى أنه ليس من السهل أن ندخل في ثقافة الشخص الآخر، أو نضع نفسنا مكان أشخاص مختلفين عنا تماماً، أو نفهم أفكارهم أو خبراتهم. ومن هذا المنطلق ـ تابع يقول ـ نُقدم في غالب الأحيان على بناء الحواجز بيننا وبين الآخرين كي نحمي أنفسنا. كما أن الجماعات المحلية تخاف أحيانا من التهديد الذي يمكن أن يشكله الوافدون الجدد بالنسبة إلى النظام القائم، أو أن يقوم هؤلاء بسلب شيء ما تم بناؤه بجهد كبير. كما أن هؤلاء الوافدين الجدد لديهم مخاوف: إذ إنهم يتخوفون من المواجهة، من حكم الآخرين عليهم، أو التمييز والفشل.

واعتبر البابا فرنسيس أن هذه المخاوف مشروعة تماما وترتكز إلى شكوك يمكن تفهّمها من وجهة النظر الإنسانية. وأكد أن الخطية الفعلية تكمن في ترك هذه المخاوف والشكوك تحدد خياراتنا، وتغذي الحقد ورفض الآخر، كما أن الخطية تتمثل في رفض اللقاء مع الآخر، مع من هو مختلف. هذا ثم أشار البابا إلى أن صلاة اليوم تنبع من اللقاء مع الرب في الشخص الفقير والمهمش واللاجئ وطالب اللجوء. كما أن هذه الصلاة متبادلة إذ إن المهاجرين واللاجئين يصلون من أجل المجتمعات المضيفة، والمجتمعات المضيفة تصلي من أجل الأشخاص الوافدين حديثا ومن أجل المهاجرين المقيمين فيها منذ زمن طويل. في ختام عظته أوكل البابا إلى العذراء مريم آمال المهاجرين واللاجئين وتطلعات الجماعات التي تستضيفهم كي نتعلم كلنا كيف نحب الآخر كما نحب أنفسنا.

©   http://ar.radiovaticana.va/news/2018/01/14/